التعليم

  التعليم هو الحقل الذي يزدهر فيه الإنسان، حيث يُزرع الفكر ويُسقى بالمعرفة لينمو ويرتفع نحو إدراك الحقيقة. إنه أكثر من مجرد عملية نقل للمعلومات؛ إنه الفعل الذي يُعيد تشكيل العقل والروح ويجعلنا بشراً في أتم معاني الإنسانية. التعليم ليس وظيفة أو وسيلة لتحقيق غاية مادية فحسب، بل هو رسالة متجذرة في عمق وجودنا كبشر. في جوهره، التعليم هو فعل التحرر. فهو يحررنا من قيود الجهل، ويكشف أمامنا عوالم غير مرئية مليئة بالإمكانيات. إنه الجسر الذي يربط بين الذات والآخر، وبين الماضي والمستقبل، ليصبح الفعل التعليمي عملية استمرارية تدعو الإنسان للتطور والتأمل. التعليم، بمفهومه الفلسفي، ليس مجرد عملية تلقين؛ إنه حوار بين المعلم والمتعلم، بين الفرد والعالم. إنه الدعوة المفتوحة للتساؤل، والشك، وإعادة النظر في المسلمات. يُمكّن التعليم الإنسان من إدراك أن الحقيقة ليست ثابتة، بل هي عملية استكشاف دائمة، وأن التعلم نفسه يزداد عمقاً كلما زاد التساؤل والتأمل. لكن ما هو الغرض من التعليم؟ هل نسعى من خلاله لإعداد أفراد يخدمون الآلة الاقتصادية والاجتماعية، أم نسعى لتكوين ذوات حرة قادرة على اتخاذ القرارات وتحمل مسؤو...

نصائح في الميدان الواقعي



 أعلم أنني مشغول في العمل ومع بداية العام الجديد، ولهذا السبب لم أكن متواجداً كثيراً. الآن، ونحن في الأسبوع الثالث من عام 2025، قررت أن أستقطع قليلاً من وقت العمل لأشارك معكم بعض الأفكار والمعلومات.

الفكرة التي أود مشاركتها غريبة نوعاً ما، لكنها أثبتت فعاليتها بالنسبة لي، خصوصاً للفئة العمرية ما بين 18 و25 سنة.
عندما تبدأ دخول مجال جديد وتشعر بأنك بحاجة للبحث عنه، سواء من خلال مشاهدة فيديوهات على "يوتيوب" أو قراءة مقالات، ستجد أن أغلب المحتويات الأكثر انتشاراً وشهرة هي تلك التي تلقى رواجاً واسعاً.

"سوق الهرمونات" كما أسميه

هذا المصطلح أطلقه على المحتوى الذي يعزز لديك مشاعر التحفيز عبر إطلاق هرمونات مثل الدوبامين والكورتيزول. هذا النوع من المحتوى يمنحك دفعة عاطفية ويجعلك تشعر بحماس كبير، لكن غالباً ما يكون بعيداً عن واقعك، ولا يقدم لك معرفة واقعية أو أدوات عملية لتبدأ فعلاً.

نصيحتي: لا تكتفِ بمحتوى المشاهير أو المؤثرين ذوي الشهرة الواسعة وأصحاب المشاريع الضخمة. قد يكون ذلك محفزاً لكنه غير مناسب للمستوى الذي أنت فيه الآن. عوضاً عن ذلك، ابحث عن صانعي المحتوى الأقل شهرة، أولئك الذين ربما تكون جودة محتواهم متواضعة قليلاً لكنهم يقدمون معلومات من واقع تجربتهم. هؤلاء يعملون على نفس المستوى الذي تعمل فيه أنت، ويواجهون تحديات مشابهة لتحدياتك، وبالتالي يمكن أن يقدموا لك فهماً أعمق لما تحتاجه في هذه المرحلة.

الفرق بين الحماس والعمل الفعلي

من الجميل أن تشعر بالحماس عند مشاهدة محتوى لشخص ناجح لديه ملايين المتابعين أو يدير مشروعاً بملايين الدولارات. لكن الحقيقة أن هذا الحماس لن يعلمك كيفية:

  • إدارة العمليات اليومية مثل PDCA (دورة التخطيط والتنفيذ والمراجعة).
  • إعداد SOP (إجراءات التشغيل القياسية).
  • ربط الأنظمة في مشروعك الخاص.
  • وضع استراتيجية مبيعات أو تطوير نموذج أولي (Prototype).
  • جذب العملاء أو التعامل معهم بشكل فعّال.

هذه هي الأمور التي تحتاج إلى فهمها والعمل عليها فعلياً، وليس مجرد الشعور بالسعادة لسماعها.

تجربتي الشخصية:

ليس لدي مئات الآلاف من المتابعين، ولا أمتلك مشروعاً بملايين الدولارات. لكنني متواجد في الميدان يومياً، أعمل وأدير مشاريع محلية في الجزائر. كل ما أكتبه وأشاركه ينبع من تجارب واقعية عشتها، وليس من نظريات بعيدة عن الواقع.

إذا كنت حقاً تريد البدء والتطور، عليك التركيز على المحتوى الذي يتناسب مع مستواك الحالي، وأن تبحث عن أشخاص يقدمون تجربة حقيقية ومحتوى عملي.

هذا رأيي المتواضع الذي أردت مشاركته معكم. شاركوني آرائكم وأفكاركم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأثير التكنولوجيا في قطاع التعليم العالي

الوضعية الإدماجية

التعلم